الفقر في الوطن غربة، والغنى في الغربة وطن. ليس المهم الكرامة الشخصية، بل المهم كرامة الوطن وقضيته. ولكن العجيب حقاً من شيوعي أو (ثوري) يستنكر (الجهاد).. فهو يبيح لنفسه أن يؤمن بالثورة العالمية، ويقدس غيفار لأنه لم يعترف بحدود ولا وطن.. وذهب يهدي شعب فنزويلا إلى (الحق) الذي جاء به ماركس.. ولكنه يأبى علينا أن نجاهد من أجل اعلاء كلمة الله. يلخصون الوطن في قانون.. يضعون القانون في علبة.. ثم يضعون العلبة في جيوبهم. رأيت الشجاعة سواء في حرب فيتنام أو في الصراع لوقفها. تعلمت أن حب الوطن يتضمن الاحتجاج، وليس فقط الخدمة العسكرية. حراثة الأرض في الوطن خير من عد النقود في الخارج. إن الثروة تزداد كل يوم وآبار البترول تتفجر وتحمل معها مزيداً من نعم الله التي يهبها لشعب الإمارات العربية المتحدة ،والله لم يعط الثروة لزايد وحده وإن كان زايد هو الذي ائتمنه الله على أموال هذه الأمة.. فهو يحاسب نفسه.. وهو أمين مع أمته.. لأن البترول هو أمانة بين يدي زايد يتصرف فيه من أجل الوطن وشعبه ومتى أرادت الأمة استرداد أمانتها تتسلمها كاملة. إن أولى واجبات المواطن أن يعمل ليلاً نهاراً لرفع مستواه وبالتالي رفع مستوى أمته.. ولا يجب أن يقنع هذا المواطن بأنه نال شهادته واستلم منصبه ثم يجلس لا يفعل شيئاً.
ما زلت أؤكد أن العمل الصعب هو تغيير الشعوب أما تغيير الحكومات فإنه يقع تلقائياً عندما تريد الشعوب ذلك. إنّ الانسان لايناضل إلا من أجل مايحبّ، ولايحبّ إلا ما هو حريّ بالتقدير والاحترام، فكيف يطلب من مواطن أن يحبّ وطنه ويقدّره وهو يجهل تاريخه ولايشعر في قرارة نفسه بأنّه ينعم بما تؤمّنه الدول الأخرى لرعاياها من أمن ورفاهية.. الوطن.. أجمل قصيدة شعرٍ في ديوان الكون. الوطن.. هو الاتجاهات الأربعة.. لكل من يطلب اتجاهاً. الوطن.. هو السند لمن لا ظهر له و هو البطن الثاني الذي يحملنا بعد بطن الأم. الوطن.. هو البحر الذي شربت ملحه و أكلت من رمله. الوطن.. هو جدار الزمن الذي كنا نخربش عليه بعباراتٍ بريئةٍ لمن نحب و نعشق. الوطن.. هو الحليب الخارج من ثدي الأرض. الوطن.. هو الحب الوحيد الخالي من الشوائب.. حب مزروع في قلوبنا و لم يصنع. الوطن.. لا يتغير حتى لو تغيرنا.. باقٍ هو و نحن زائلون. الوطن.. المدرسة التي علمتنا فن التنفس. الوطن.. قلب.. نبض.. شريان.. عيون.. نحن فداه.. الوطن.. قبلة على جبين الأرض. الوطن تميته الدموع وتحييه الدماء. الوطنية تعمل ولا تتكلم. ليفكر الوطني بالأجيال القادمة أما السياسي فيفكر بالانتخابات القادمة.
حتى لو امتلك العرب كل أسلحة العالم وسيطروا على كل ثرواتهوضمنوا كل أصواته وقراراته فلن يعرفوا طعم النصر. وسيظل الوطن العربي يشعر بنخزة.. في خاصرته وغصة في حلقهوبالشلل في أطرافه ما لم يرتفع صوت الوحدة من المحيط إلى الخليج فوق أي صوت آخر ووحدة الجذور قبل وحدة الأغصان.. وبدونه سيظل العرب سخرية العالم كمن يلعب كرة القدم بيديه وكرة السلة بقدميه. هذا هو وطني لا يستطيع أحد أن يطردني منه. إن الملايين ممن ينوون الهجرة يكونون قد هاجروا نفسياً لحظة تقديم الطلب وهجروا الوطن على المستوى الشعورى. و يظل حالهم على هذا حتى لو ظلوا.. سنوات ينتظرون الإشارة بالرحيل. فتكون النتيجة الفعلية أننا نعيش في بلد فيه الملايين من المهاحرين بالنية أو الذين رحلوا من هنا بأرواحهمو لا تزال أبدانهم.. تتحرك وسط الجموع كأنها أبدان الموتى الذين فقدوا أرواحهم ولم يبق لديهم إلا الحلم الباهت بالرحيل النهائي.
شروط حافز 1440, 2024 | Sitemap