في المقابل، أعربت الخارجية الأوزبكية عن ترحيبها بتشكيل حكومة مؤقتة في أفغانستان، وأبدت استعدادها للتعاون معها. بدورها، رحبت الصين المجاورة لأفغانستان بتشكيل الحكومة في كابول، واعتبر المتحدث باسم الخارجية وانغ وين بين، بأن «بكين مستعدّة لمواصلة الاتصالات مع الحكومة الجديدة». بدوره، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، للرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي، في اتصال هاتفي: «إن البلد الجار لن يصل إلى بر تحقيق السلام ما لم تتشكل حكومة تقوم على الحوار بين جميع الفئات وصولا إلى تشكل حكومة شاملة تعكس التركيبة العرقية والديموغرافية». تزايد التوتر في إيران أما في إيران فقد زادت حدة التلميحات التي تتحدث عن تدخل خارجي في إشارة محتملة إلى باكستان. ولليوم الثاني على التوالي، استمرت، أمس، الوقفات الاحتجاجية للاجئين أفغان في طهران ومدينة مش، ضد «طالبان» و»التدخل الباكستاني» في الشأن الأفغاني. ووردت أنباء حول حضور أمني كثيف في الشوارع المحيطة بالسفارة الباكستانية بطهران. تناغم هندي روسي وبعد اجتماع بين سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف ومستشار الأمن القومي الهندي أجيت دوفال في نيودلهي، أمس، أعرب الجانبان عن قلقهما الشديد من تطور الأحداث في أفغانستان وعن اعتقادهما بأن جماعات متشددة أجنبية تعمل من أفغانستان تشكل خطراً على آسيا الوسطى وعلى الهند، واتفقا على تعزيز التعاون لمكافحة الإرهاب.
ويعتقد خبراء أن الهند كانت المتضرر الأكبر من الانسحاب الأميركي من أفغانستان لأنها استثمرت سياسياً واقتصادياً مع السلطات الأفغانية السابقة، على عكس غريمتها باكستان التي أبقت على صلات مع «طالبان». اجتماع دول الجوار في اجتماع افتراضي للدول التي لديها حدود مشتركة مع أفغانستان، استضافته إسلام آباد، وشارك فيه وزراء خارجية كل من باكستان والصين وإيران وطاجيكستان وتركمانستان وأوزبكستان، لبحث ما إذا كان سيتم الاعتراف بحكومة «طالبان»، دعا وزير الخارجية الباكستاني، شاه محمود قريشي المجتمع الدولي، أمس، إلى الانخراط مع الأفغان لمنع حدوث أزمة إنسانية، مشيراً إلى أن «البقاء على الوجود الدبلوماسي والدولي في أفغانستان سيطمئن الشعب الأفغاني». مكافأة واشنطن وتأتي هذه التطورات بعد يوم من إعلان الحركة تشكيل حكومة تصريف أعمال يترأسها الملا محمد حسن أخوند، المستشار السياسي السابق لمؤسس الحركة الملا محمد عمر الذي توفي في 2013، ومكونة في معظمها من قيادات الحركة وينتمون إلى إثنية البشتون. وتضم هذه الحكومة 14 من الذين كان لهم تأثير كبير في نظام «طالبان» خلال التسعينيات وهم مدرجون على لوائح عقوبات الأمم المتحدة، و5 من معتقلي سجن غوانتنامو، إضافة إلى 12 شخصية جديدة من الجيل الثاني في الحركة.
الصين ستتعاون معها وروسيا ستشارك في حفل تنصيبها وطهران تزيد تلميحاتها ضد باكستان فور إعلانها وجدت حكومة «طالبان» نفسها أمام تحديين داخلي يتمثل بالاحتجاجات الشعبية الجريئة المناهضة لها، وخارجي يتمثل في الضغوط الدولية عليها بعد انتقادات لتشكيلتها الوزارية، التي وصفت بأنها حكومة صقور «طالبان». بعد إعلان تشكيلتها الحكومية المؤقتة التي قوبلت ببرود دولي، وجدت حركة «طالبان» الأفغانية نفسها أمام تحديين: داخلياً حيث عليها إقناع الأفغان الذين يتظاهرون في المدن الكبرى بنواياها الحسنة، وخارجياً، حيث عليها اقناع العالم بأنها ستفي بكل الوعود التي أطلقتها. احتجاجات وقمع داخلياً، تحدى الأفغان محاولات الحركة ترهيب المعارضين. وخرجت تظاهرات احتجاجية أمس، لليوم الثالث على التوالي. وفي وقت مبكر من صباح أمس، انطلقت مجموعة من النساء من منطقة تقطنها أغلبية شيعية من إثنية الهزارة غرب كابول للاحتجاج على الحكومة الجديدة وعدم تمثيل النساء فيها. وردّدت متظاهرات شعارات مندّدة، فيما رفعت أخريات لافتات كتبن عليها «عمل... تعليم... حرية». وفرّق عناصر «طالبان» التظاهرة بشكل وحشي، مستخدمين الأسلاك والسياط والعصي. وذكرت وسائل إعلام محلية أن الأمر نفسه حدث في فايز آباد (شمال شرق).
شروط حافز 1440, 2024 | Sitemap